الصبر كصفة المستثمر المسلم

تعتبر الصبر استراتيجية الاستثمار بمثابة آلية ذهنية تحدد ما إذا كان الشخص سينجح في مسعاه أو يفشل. في حالة المستثمر المسلم، يعتبر أمر الصبر أثار مضاعفة؛ كنهج لمواجهة تقلبات السوق كونه, اتصال إيماني وخلق اسلامي. يعتبر الصبر من الصفات المحمودة في الاسلام وقد اقترن بنجاح المسلمين في شتى مناحي الحياة الدنيا والآخرة.

الصبر في الإسلام

:يتناول موضوع الصبر في الديانة الاسلامية ثلاثة محاور رئيسية

أولا: الصبر على طاعة الله – الاستمرار في انجاز ما أمر الله به سواء في حالة عسر أو يسر، على سبيل المثال قيام المسلم بالصلاة في وقته سواء في حالة السفر أو الصعوبة بأخذ الرخص المشروعة.

ثانيا: الصبر عن المعصية – الاستمرار في تجنب ما حرم الله و نهى عنه, و مواجهة النفس و الهواء فيه

ثالثا: الصبر على البلاء – قبول البلاء برضا و طمأنينة ، دون سرعة شكولا للشكاوى، مع الاعتقاد التام لعل العسر يسهل بإذن الله تعالي.

وتجدر الإشارة إلى ما ورد عن الله عز وجل: “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” (سورة البقرة: 155)، بحيث يحمل الصبر منفعة خاصة لها  بالبشرى للصابرين من الله فحسب، وانما أيضا في الصبر النصرة و البركة و الأجر العظيم.

أهمية الصبر في الاستثمار

الصبريعتبر من أهم سلوك في الاستثمار. تقلبات السوق هي أمر طبيعي، ولسبب ما، هي دائما في دورة من الارتفاع والانخفاض. المستثمرون الذين يفتقرون إلى الصبر قد يبيعون باندفاع عندما تنخفض الأسعار. ومع ذلك، فإن التقلبات قصيرة المدى هي ظاهرة شائعة. بالإضافة إلى ذلك، المفهوم الشائع للصبر هنا يعني أن المستثمر المسلم النشط يستطيع أن يمتلك استراتيجية قادرة مبنيا على الصبر. يدرك المستثمر المسلم أن عمله لن يؤدي إلى النتيجة في المدى القصير، لذا سيتصف استراتجية استمثار المسلم  المستثمر بالصبر و الرؤية طويلة المدى.

المثال الأبرز هنا هو استثمار المدة الطويلة، مثل وضع 10 ملايين روبية في أسهم شركات متوافقة بالشريعة ربحها السنوي 10%  في 20 سنة بالنمو المركب سيصل لأكثر من 67 مليون روبية. هذا الفارق يعتمد بشكل رئيسي على الصبر غير المدعوم بالخوف أو الطمع.

تجنب القرارات العاطفية

الصبر يوجه المستثمر للابتعاد عن العديد من مخاطر العواطف. في مجال الاستثمار، “الخوف” و”الطمع” هما حالتان عاطفيتان مدمرتان للغاية. عندما ينخفض السوق، من المؤكد أن المستثمر سيكون مضطرا لبيع بأقل الأسعار بدافع الفزع، وغالبا ما تحدث هذه الأمور تحت تأثير مشاعر أن السوق ستنخفض إلى نهاية الوقت. وعندما يشهد السوق ارتفاعا، فإن “الطمع” قد يدفع المستثمرين  نحو رجاء ارتفاع غير متناهية و هي ليس بممكن. بشكل أساسي،هذان الأمران غير مجديين. إذا تم دمج هذا التعريف مع الصبر في الاستثمار، فسيؤدي ذلك إلى نتائج تتعارض مع تلك التي تم توقعها في الأساس.

كما ورد في مقال Business Angel Institute، فإن المستثمرين الناجحين غالبًا ما يتمتعون بعقلية صلبة ولا يبحثون عن نتائج فورية. فهم يدركون أن الوقت هو الحليف الأفضل في الاستثمار، لا العدو.

الصبر والتوكل

التوكل صفة عُليا تمر بمعاونة الصبر في مسار الاستثمار الإسلامي. في الشريعة الاسلامية، التوكل يكون بعد بذل سبُل الجهد. فالمستثمر المسلم سيعمل جميع الدراسات جميع المعلومات الممكنة لاستثمار في آلية استثماره و يسعى إلى تحقيق النتائج التي ترغبها ثم يتوكل على الله تعالي بعد ذالك. فالاعتقاد بأن الله هو الذي يحدد النتائج بعد الجهد كذالك يجعل المستثمر المسلم يطمئن في استثمارهم و يتخذ قرارات استثمارهم بالهدوء و الصبر دون العاطفية.هذه الروح مهمة لأن الاستثمار يأتي بضغط ليس دائماً سهلا

خاتمة

الصبر صفة أساسية يجب أن يتحلّى بها كل مستثمر مسلم. ليس فقط كأداة لإدارة المخاطر والانضباط، بل كجزء من الإيمان العملي. فالصبر يعزّز الاستمرارية، ويمنع القرارات المتسرعة، ويقوّي اليقين بأن الرزق من عند الله ﷻ، لا من حسابات البشر فقط. وبالدمج بين الصبر والتوكل، يمكن للمستثمر المسلم أن يحقق النجاح في الدنيا، دون أن يغفل عن قيم الآخرة.

الصبر كصفة المستثمر المسلم

المرجع

Exit mobile version